کد مطلب:239589 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:145

لا زهد أکثر من هذا
انه مضافا الی أن مجرد رفض الامام كلا عرضی المأمون : الخلافة ، و ولایة العهد ، دلیل قاطع علی زهده فیه .. فان هذه الشروط كان لها عظیم الفائدة ، و جلیل الأثر فی الاظهار لكل أحد أن الامام لیس رجل دنیا ، و لا طالب جاه و مقام . و ما أراده المأمون من اظهار الامام علی أنه لم یزهد بالدنیا ، و انما الدنیا هی التی زهدت فیه .. و لم یكن الا هباء اشتدت به الریح فی یوم عاصف .. و لم تفلح بعد محاولات المأمون و عمله الدائب ؛ من أجل تشویه الامام و النیل من كرامته ..

و لقد قدمنا .. أن الامام (ع) قد واجه النفس المأمون بحقیقة نوایاه، و أفهمه أن خداعه لن ینطلی علیه ، و لن تخفی علیه مقاصده ؛ و لذا فان من الافضل و الأسلم له أن یكف عن كل مؤامراته و مخططاته .. و الا فانه اذا ما أراد اجبار الامام علی التعاون معه ؛ فلسوف یجد أنه (ع) علی استعداد لفضحه ، و كشف حقیقته و واقعه أمام الملأ ، و افهام الناس السبب الذی من أجله یجهد المأمون لیزج بالامام (ع) فی مجالات لا یرغب ، بل و اشترط علیه أن لا یزج فیها - كما فعل فی مناسبات عدیدة - الأمر الذی لن یكون أبدا فی صالح المأمون ، و نظام حكمه ..

و من هنا رأیناه (ع) یجیب الریان عندما سأله عن سر قبوله بولایة العهد ، و اظهاره الزهد بالدنیا - یجیبه - - : ببیان أنه مجبر علی هذا الأمر ، و یذكره بالشروط هذه ، و التی تعنی أنه قد دخل فیه دخول خارج منه ، كما تقدم ..

و هكذا .. و بعد أن كان (ع) سلبیا مع النظام ، و بعد رفضه لكلا عرضی المأمون ، و بعد أن اشترط هذه الشروط للدخول فی ولایة العهد ؛ فلیس من السهل علی المأمون ، و لا علی أی انسان آخر أن ینسب



[ صفحه 353]



الیه (ع) : أنه رجل دنیا فقط ، و أنه لیس زاهدا فی الدنیا ، و انما هی التی زهدت فیه .

و علی كل حال : و رغم كل محاولات المأمون تلك .. فقد استطاع الامام (ع) ؛ بفضل وعیه ، و یقظته ، و احكام خطته : أن یبقی القمة الشامخة للزهد ، و الورع ، و النزاهة ، و الطهر ، و كل الفضائل الانسانیة .. و الی الابد .